• النصوص:
    يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم

    الم(1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5)

    سورة البقرة : الآيات( 1-5)

    ***********************************



    عن عمر بن الخطابرضي الله عنه – أن رسول الله صلى عليه و سلم قال مجيبا جبرائيل عليه السلام عندما سأله عن الإيمان بالغيب: "أن تؤمن بالله، و ملاءكته و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره." رواه الأمام مسلم (كتاب الإيمان)

    *
    المحور الأول: مفهوم الإيمان بالغيب
    *1-
    تعريف سورة البقرة:
    مدنية و آياتها 286 آية، تعنى بأمور التشريع
    .
    *2-
    الشرح
    :
    -
    ألم: هذه الأحرف و مثيلاتها تدل على إعجاز القرآن
    .
    -
    لا ريب: لاشك فيه
    .
    -
    يومنون: يصدقون تصديقا جازما
    .
    *3-
    المستفاد:

    تتضمن الآية بيان صفات المؤمنين الصادقين
    .
    *4-
    التحليل
    :
    معنى الغيب:

    -
    لغة: هو الشك و كل ما غاب عن الحواس، و هو قسمان: قسم قابل من أن يكون من عالم الشهادة، و قسم غير قابل لذلك
    .
    -
    اصطلاحا: هو ما استأثر الله بعلمه و لم يطلع عليه أحدا إلا من ارتضى من رسول
    .
    مفهوم الإيمان بالغيب:

    -
    الإيمان لغة هو التصديق و شرعا تصديق رسول الله صلى الله عليه و سلم بما جاء به عن الله، و يشمل الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره.
    -
    القرآن الكريم هو سبيل المؤمنين الصادقين للفوز و الفلاح
    .
    -
    و الحكمة في تقديم عالم الغيب على عالم الشهادة في الآيات السالفة تتجلى في كون الأمور المغيبة لا تتناها و أن الإيمان بها يعد مدخل الإيمان بالباقي
    .

    *المحور الثاني: أركان الإيمان بالغيب
    :
    *التعريف براوي الحديث
    :
    عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، و صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلـم استشـهد سنـة 23 هـ
    .
    *
    المستفاد:

    يتضمن الحديث بيان أركان الإيمان التي يجب التصديق بها
    .
    *
    التحليل:

    أ‌- الإيمان بالغيب
    :
    و يشمل الإيمان بأركانه الواردة في الحديث قولا و عملا
    .
    الإيمان بالملائكة:

    *
    من هم الملائكة ؟ خلق عظيم خلقهم الله من نور لا يحصي عددهم إلا الله، لا يتصفون بالذكورة أو الأنوثة، و لا يعصون الله ما أمرهم و يتصفون بالصفات التالية
    :
    -
    العبودية لله عز و جل
    .
    -
    التقيد بأوامر الله سبحانه و تعالى
    .
    -
    القدرة على التشكل بأي شكل
    .
    *
    دليل وجودهم ؟ الوحي الصحيح من القرآن قوله تعالى: "و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيئين
    .
    *
    وظائفهم ؟ تختلف حسب منزلتهم عند الله، فمن أكابرهم جبريل عليه السلام و هو صاحب الوحي، و منهم ميكائيل و هو مكلف بأرزاق العباد، و منهم إسرافيل و هو صاحب الصور، و منهم عزرائيل و هو رئيس ملائكة الموت و منهم حملة العرش و ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب
    .
    الإيمان باليوم الآخر:

    *
    ضرورة الإيمان باليوم الآخر: الموت نهاية حاسمة لكل حي لذا وجب الاستعداد لما بعده بالعمل الصالح.
    *
    حياة البرزخ: تظافرت الأدلة من القرآن الكريم و من السنة على أن القبر ليس عالما يخيم عليه الصمت، بل هو عالم يعذب فيه الأشرار و ينعم فيه الأبرار إلى أن يقضي الله بقيام الساعة
    .
    *
    قيام الساعة: و هو من أخطر الأنباء الغيبية التي أخبر عنها القرآن لبعده عن المألوف "يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد"، حيث سيحاسب الناس على أعمالهم "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره
    ".
    ب‌- الإيمان بالقضاء و القدر:

    و دليل وجوده هو حديث جبريل المتقدم، كما أن الإيمان بالقضاء و القدر فيه اعتراف بعلم الله و قدرته و إرادته عز و جل
    .
    *
    مفهوم القضاء: لغة: إتمام الشيء و إنهاؤه، و اصطلاحا هو إرادة الله المتعلقة بالأشياء على وفق ما توجد عليه في وجودها
    .
    *
    مفهوم القدر: تبين مقدار الشيء، و اصطلاحا هو إيجاد الله تعالى الأشياء على مقاديرها المحددة سلفا بالقدر
    .
    *
    وجوب الإيمان بالقضاء و القدر: و معناه أن نؤمن بأن الله علم في الأزل بجميع أفعال العباد، و أن ما يقع و ما يصدر من العباد يحدث بعلم الله عز و جل
    .
    و هذا بطبيعة الحال لا علاقة له بالخبر.....، لأن هذا يتنافى مع حقيقة التكليف و الابتلاء، قال تعالى: "و قل الحق من ربك فمن شاء فليومن و من شاء فليكفر
    ".
    ما نحن مجبرون عليه
    :
    جميع ما يسري على الناس و ما ينفذ فيهم وفق مشيئة الله تعلى كوقت الولادة، الوفاة
    ...
    ما نحن مخيرون فيه
    :
    كل ما يصدر عنا بيقظة عقلنا و رقابة ضمير، و هذا القسم من الأعمال هو الذي يحاسب عليه الناس
    .


    2 commentaires